بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الخلق اجمعين محمد واله الطيبين الطاهرين .
تصطرع داخل الإنسان نزعات ، وقوى مختلفة تتأثر بشكل مباشر سلبا او ايجابا بما يحيط من عوامل التربية والتعليم او القيم الدينية و الأخلاقية ، حيث تجد الفرد يندفع في دروب الخير والإيمان والتقوى وفق مايريد تعالى منه وهذا الطريق الذي حثت عليه الرسالات السماوية ومن اجله بعث اللأنبياء والمرسلون .
وترة اخرى يفلت _ هذا الإنسان من عقال القيم النبيلة وتجنح به نفسه نحو اختيار طريق التدني والزيغ واتباع ماتمليه عليه نوازع الشر فيذهب مختارا حيث تسول له نفسه .
ان هذا الموقف الذي يحدده الفرد تجاه مايرضي الحق او الإنحدار حيث الحضيض والشيطان، هو الذي تترتب عليه المرحلة النهائية وفق مبدأ الثواب والعقاب .
والواقع ان الخضوع المطلق لنوازع الشر والإندفاع في ميدان تأليه الذات _وبشكل متطرف_ تتدفع ببعض الناس الى الإحساس بالتعالي او العظمة ، والشعور بما يسمى بالعقدة (الطاغوتية او الفرعونية ) وهي العقدة التي ظلت مصاحبة لمسيرة الإنسانية منذ الأزل ، حيث مازالت الشعوب المقهورة المبتلاة تدفع ثمن حماقات اولئك الطواغيت ارضاء لنزعاتهم الشريرة .